jun 1, 1654 - مدرسة وجامع عثمان باشا الساقزلي
Description:
مدرسة عثمان باشا الساقزلي وتعرف أيضاً (بخلوة الشيخ عمر الجنزوري) وهو من كبار علماء ليبيا وأحد أهم من درّسوا بها مؤخرا، تأسست المدرسة سنة 1064 هجري / 1654 م. وتقع بزنقة درغوت باشا بحي باب البحر في المدينة القديمة بالعاصمة الليبية طرابلس، وسميت باسم عثمان باشا الساقزلي الذي قام ببنائها، وهو والي طرابلس الغرب آنذاك أثناء فترة الخلافة العثمانية حيث كانت ليبيا منضوية تحتها.و يعتبر تأسيس هذ المدرسة في العهد العثماني الأول تجديدا واستمرارا لتدريس العلوم الإسلامية في طرابلس بعد تدمير الأسبان وفرسان القديس يوحنا لكافة المرافق الحيوية للمدينة بما في ذلك المدارس الشرعية العتيقة مثل المدرسة المستنصرية التي كان أسسها ابن أبي الدنيا في العصر الحفصي، والتي كانت بدورها استمرارا لتدريس العلوم الإسلامية منذ أدخل علي بن زياد الطرابلسي (تلميذ الإمام مالك) كتاب الموطأ إلى المغرب الإسلامي من خلال طرابلس، ثم القيروان حيث كان علي بن زياد أستاذا للإمام سحنون بن سعيد التنوخي صاحب المدونة
أهميتها
حافظت مدرسة عثمان باشا حتى وقت قريب على التعليم الديني وفق نظام الحلقات في مختلف العلوم الإسلامية بشكل منتظم، كما أن المدرسين الذين تعاقبوا على التدريس فيها، كانوا من أهم علماء ليبيا الذين تخرجوا على الرعيل الأول، مما أضفى عليها طابع العراقة، ومن أبرز هؤلاء العلماء: محمد كامل بن مصطفى، عمر الجنزوري وعبد السلام البزنطي الذي واصل تدريس الفقه المالكي وعقيدة أهل السنة والجماعة، وعلى الرغم من صغر المدرسة إلا أنها استطاعت أن تحافظ على الموروث العلمي والثقافي الإسلامي لطرابلس، وأن تنقله عبر الأجيال بنكهة طرابلس المغاربية، بكل ما يعنيه ذلك من أصالة تاريخ المدينة وعلو قدر علمائها، لهذا لم يكن مستغربًا اختيار طرابلس الغرب في سنة 2007 عاصمةً للثقافة الإسلامية..
مكتبة المدرسة
أوقف عثمان باشا الساقزلي كتبا كثيرة وقيمة على مدرسته منذ تأسيسها، نجت منها بعض المجلدات والمخطوطات محفوظة الآن بشعبة الوثائق والمخطوطات بمركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية، بعد أن كانت نقلت من المدرسة إلى مكتبة الأوقاف عند تأسيس تلك المكتبة. وتم تجديد المكتبة وتزويدها بمراجع ومصادر هامة في العلوم الإسلامية وخاصة كتب الفقه المالكي وأصوله تحمل اسمها.
معمار المدرسة
عند الدخول إلى المدرسة يقابل الداخل صحن المدرسة وهو ساحة مربعة الشكل تفتح عليها أبواب 14 حجرة (خلوة)كل منها تزدان بعمودين من الرخام الزاهي اللون يعلوهما قوس نصف دائري. كما يحيط بالساحة رواق منتظم محمول على أعمدة رخامية متعددة المصادر تعلوها تيجان حفصية وعثمانية (مما يعزز فرضية أن المدرسة بنيت على أنقاض المدرسة المستنصرية العتيقة). وتعلو المدرسة قبتين عثمانيتين مميزتي الشكل، وتفتح الساحة على منطقة منفصلة بها مرافق المدرسة وميضأة تحمل نقوشا بديعة مزودة بحنفيات عثمانية، كما تفتح الساحة من الناحية المقابلة على مقبرة قديمة حولت إلى حديقة زهور ومكان لمحو ألواح التحفيظ. بالمدرسة مسجد للأوقات يستخدم أيضا للتدريس، وبها أيضا مكتبة، وحجرة واسعة تستخدم الآن ككتّاب لتحفيظ القرآن بعد أن كانت دار الفتوى على زمن المفتي محمد كامل بن مصطفى، وفي وسط ساحة المدرسة حوض رخامي يزدان بشجيرات وزهور تتوسطها شجرة حناء.
من تاريخ المدرسة
مساهماتها في الإفتاء
كانت المدرسة تقوم بدور (دار الإفتاء) أو (مقر المفتي) في العهد العثماني الأول، ويعتبر الشيخ محمد كامل بن مصطفى الذي كان مفتياً لطرابلس الغرب من أهم مشائخ المدرسة في العصر الحديث، إذ تخرج على يديه في هذه المدرسة أهم علماء ليبيا ممن سبق ذكرهم.
من أعلام المدرسة
تسلسل العلم الشرعي المعنعن في المدرسة من خلال تلاميذ الشيخ محمد كامل بن مصطفى من أمثال العلماء المشائخ: إبراهيم مصطفى باكير (مفتي طرابلس)، أحمد البكباك، أحمد الشارف، أحمد شقرون، أحمد بن عبد السلام، أحمد بن عبد العال، أحمد الفقيه حسن (الجد)، أحمد بن محمود، سالم بن المبروك الورشفاني، عبد الرحمن البوصيري (مفتي طرابلس)، عبد الله أبو قرين، علي عياد، قدور أفندي، محمد البوصيري، محمد الزمرلي، محمد سعيد المسعودي، محمد الضاوي، محمد الطاهر الزاوي، محمد العالم الكراتي، محمد فرحات الزاوي، محمد الفقيه حسن، مختار الشكشوكي، مصطفى الخازمي، مصطفى بن زكري، مصطفى الهوني، ثم من خلال تلاميذ تلاميذه من أمثال العلماء المشائخ: علي الغرياني، وعلي المسلاتي، ومحمود المسلاتي، ومحمد خليل القماطي، والمهدي أبو شعالة، وعمر الجنزوري، وسالم بوكر، وغيرهم.
الصورة مركبة من جزئين وتبين : جزء من حي باب البحر في المدينة القديمة حيث تظهر قباب مدرسة عثمان باشا في أسفل الصورة ويبدو جامع درغوث في يمين الصورة (الصورة من عشرينيات القرن العشرين).
Added to timeline:
Date:
Images:
![]()
![]()